/ الفَائِدَةُ : (88) /
26/03/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / المُستحبَّات مُستحبَّةٌ من جهة وواجبةٌ من جهة أُخرى / يظنُّ البعض خطأً واشْتِبَاهاً: أَنَّ المُستحبَّات الشَّرعيَّة والدِّينيَّة مُستحبَّةٌ من جميع الجهات. والحق: أَنَّها مُستحبَّةٌ من جهةٍ، وواجبةٌ من جهةٍ أُخرىٰ. مثاله: (الأَذان)؛ فإِنَّه وإن كان مُستحبّاً، لكنَّه واجبٌ كفائيٌّ؛ فهو مُسْتَحَبٌّ من جهة فرديَّته، لكنَّه واجب شرعيٌّ ودينيٌّ بلحاظ أَصله وطبيعته، ومِنْ ثَمَّ ورد اِستِحْلَال قتال أَهل المدينة التَّاركين له، بل نقل الشَّيخ البهائي في الحبل المتين: إِجماع العلماء علىٰ وجوب قتال أَهل المدينة التَّاركين رفع الأَذان بصوتٍ عالٍ في صلواتهم؛ لأَنَّه شعارٌ دينيٌّ ظاهرٌ وضروريٌّ ومن صلب الدِّين؛ فلذا من يرفع اليد عنه فقد فسد وفسق ومَرَق وبَان عن الدِّين؛ فوجب قتاله. وعلىٰ هذا قس سائر المُستحبَّات، كـ: (زيارة الأَربعين) وغيرها من سائر زيارات المعصومين (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم)؛ فإِنَّها مُستحبَّةٌ من جهةٍ، واجبةٌ من جهةٍ أُخرىٰ، فهي مُسْتَحَبَّةٌ من جهة فرديَّتها، لكنَّها واجبة بالوجوب الْكِفَائِيّ من جهة أَصلها وطبيعتها. وصلى الله على محمد واله الاطهار